ثم بين الذي لأجله أخسأهم بقوله إنه وقرأ ابن مسعود وأبو عمران الجوني وعاصم الجحدري أنه بفتح الهمزة كان فريق من عبادي قال ابن عباس يريد المهاجرين قوله تعالى فاتخذتموهم قال الزجاج الأجود إدغام الذال في التاء لقرب المخرجين وإن شئت أظهرت لأن الذال من كلمة والتاء من كلمة وبين الذل والتاء في المخرج شيء من التباعد .
قوله تعالى سخريا قرأ نافع وحمزة والكسائي وابو حاتم عن يعقوب سخريا بضم السين هاهنا وفي ص63 تابعهم المفضل في ص32 وقرأ ابن كثير وابو عمرو وعاصم وابن عامر بكسر السين في السورتين ولم يختلف في ضم السين في الحرف الذي في الزخرف 32 واختار الفراء الضم والزجاج الكسر وهل هما بمعنى فيه قولان .
أحدهما أنهما لغتان ومعناهما واحد قاله الخليل وسيبويه ومثله قول العرب بحر لجي ولجي وكوكب دري ودري .
والثاني أن الكسر بمعنى الهمز والضم بمعنى السخرة والاستعباد قاله ابو عبيدة وحكاه الفراء وهو مروي عن الحسن وقتادة .
قال ابوعلي قراءة عن كسر ارجح من قراءة من ضم لأنه من الهزء والأكثر في الهزء كسر السين قال مقاتل كان رؤوس كفار قريش كأبي جهل وعقبة والوليد قد اتخذوا فقراء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعمار وبلال وخباب وصهيب سخريا يستهزئون بهم ويضحكون منهم