الرسول إذا فريق منهم معرضون ومعنى الكلام أنهم كانوا يعرضون عن حكم الرسول عليهم لعلمهم أنه يحكم بالحق وإن كان الحق لهم على غيرهم أسرعوا إلى حكمه مذعنين لثقتهم أنه يحكم لهم بالحق قال الزجاج والإذعان في اللغة الإسراع مع الطاعة تقول قد أذعن لي أي قد طاوعني لما كنت ألتمسه منه .
قوله تعالى أفي قلوبهم مرض أي كفر ام ارتابوا أي شكوا في القرآن وهذا استفهام ذم وتوبيخ والمعنى إنهم كذلك وإنما ذكره بلفظ الاستفهام ليكون أبلغ في ذمهم كما قال جرير في المدح ... ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح ... .
أي انتم كذلك فأما الحيف فهو الميل في الحكم يقال حاف في قضيته أي جار بل اولئك هم الظالمون أي لا يظلم الله ورسوله احدا بل هم الظالمون لانفسهم بالكفر والإعراض عن حكم الرسول .
ثم نعت المؤمنين فقال إنما كان قول المؤمنين قال الفراء ليس هذا بخبر ماض وإنما المعنى إنما كان ينبغي أن يكون قول المؤمنين إذا دعوا أن يقولوا سمعنا وقرأ الحسن وأبو الجوزاء إنما كان قول المؤمنين بضم اللام وقرأ أبو جعفر وعاصم الجحدري وابن أبي ليلى ليحكم بينهم برفع الياء وفتح الكاف وقال المفسرون سمعنا والمعنى قول رسول الله ص وأطعنا أمره وإن كان ذلك فيما يكرهونه .
قوله تعالى ويخش الله أي فيما مضى من ذنوبه ويتقه فيما بعد ان يعصيه وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وورش عن نافع ويتقهي