هذا قد سبق تفسيره المائدة الكهف إلى قوله ألا يكونوا مؤمنين والمعنى لعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان .
ثم أخبر أنه لو أراد أن ينزل عليهم ما يضطرهم إلى الإيمان لفعل فقال إن نشأ ننزل وقرأ أبو رزين وأبو المتوكل إن يشأ ينزل بالياء فيهما عليهم من السماء آية فظلت لها خاضعين جعل الفعل أولا للأعناق ثم جعل خاضعين للرجال لأن الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون وقيل لما وصف الأعناق بالخضوع وهو من صفات بني آدم أخرج الفعل مخرج الآدميين كما بينا في قوله والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين يوسف وهذا اختيار أبي عبيدة وقال الزجاج قوله فظلت معناه فتظل لأن الجزاء يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل كقولك إن تأتني أكرمتك معناه أكرمك وإنما قال خاضعين لأن خضوع الأعناق هو خضوع أصحابها وذلك أن الخضوع لما لم يكن إلا بخضوع الأعناق جاز أن يخبر عن المضاف إليه كما قال الشاعر ... رأت مر السنين أخذن مني ... كما أخذ السرار من الهلال ... .
فلما كانت السنون لا تكون إلا بمر أخبر عن السنين وإن كان أضاف إليها المرور قال وجاء في التفسير أنه يعني بالأعناق كبراءهم ورؤساءهم وجاء في