قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الموءا إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمن وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين .
فلما فرغ الهدهد من كلامه قال سننظر فيما أخبرتنا به أصدقت فيما قلت أم كنت من الكاذبين وانما شك في خبره لأنه أنكر أن يكون لغيره في الأرض سلطان ثم كتب كتابا وختمه بخاتمه ودفعه إلى الهدهد وقال اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي فألقهي موصولة بياء وقرأ أبو عمرو وعاصم وأبو جعفر وحمزة فألقه بسكون الهاء وروى قالون عن نافع كسر الهاء من غير إشباع ويعني إلى أهل سبأ ثم تول عنهم فيه قولان .
أحدهما أعرض والثاني انصرف فانظر ماذا يرجعون أي ماذا يردون من الجواب .
فان قيل إذا تولى عنهم فكيف يعلم جوابهم فعنه جوابان .
أحدهما أن المعنى ثم تول عنهم مستترا من حيث لا يرونك فانظر ماذا يردون من الجواب وهذا قول وهب بن منبه .
والثاني أن في الكلام تقديما وتأخيرا تقديره فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم وهذا مذهب ابن زيد .
قال قتادة أتاها الهدهد وهي نائمة فألقى الكتاب على نحرها فقرأته وأخبرت قومها وقال مقاتل حمله في منقاره حتى وقف على رأس المرأة فرفرف ساعة