وفيهم قولان أحدهما أنهم رؤوس المشركين والثاني أنهم الشياطين ربنا هؤلاء الذين أغوينا يعنون الأتباع اغويناهم كما غوينا أي أضللناهم كما ضللنا تبرأنا إليك أي تبرأنا منهم إليك والمعنى أنهم يتبرأ بعضهم من بعض ويصيرون أعداءا وقيل لكفار بني آدم ادعوا شركاءكم أي استغيثوا بآلهتكم لتخلصكم من العذاب فدعوهم فلم يستجيبوا لهم أي فلم يجيبوهم إلى نصرهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون قال الزجاج جواب لو محذوف والمعنى لو انهم كانوا يهتدون لما اتبعوهم ولما رأوا العذاب .
قوله تعالى ويوم يناديهم أي ينادي الله الكفار ويسألهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فعميت عليهم الأنباء وقرأ أبو رزين العقيلي وقتادة وأبو العالية وأبو المتوكل وعاصم الجحدري فعميت برفع العين وتشديد الميم قال المفسرون خفيت عليهم الحجج وسميت أنباء لأنها اخبار يخبر بها قال ابن قتيبة والمعنى عموا عنها من شدة الهول فلم يجيبوا والأنباء هاهنا الحجج .
قوله تعالى فهم لا يتساءلون فيه ثلاثة أقوال أحدها لا يسأل بعضهم بعضا عن الحجة قاله الضحاك والثاني أن المعنى سكتوا فلا يتساءلون في تلك الساعة قاله الفراء والثالث لا يسأل بعضهم بعضا أن يحمل عنه شيئا من ذنوبه حكاه الماوردي .
فأما من تاب من الشرك وآمن أي صدق بتوحيد الله وعمل صالحا أدى الفرائض فعسى أن يكون من المفلحين وعسى من الله واجب