قوله تعالى له الحمد في الأولى والآخرة أي يحمده أولياؤه في الدنيا ويحمدونه في الجنة وله الحكم وهو الفصل بين الخلائق والسرمد الدائم قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ويوم يناديهم فيقول أين شركاءي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون .
قوله تعالى أفلا تسمعون أي سماع فهم وقبول فتستدلوا بذلك على وحدانية الله تعالى ومعنى تسكنون فيه تستريحون من الحركة والنصب أفلا تبصرون ما أنتم عليه من الخطأ والضلالة ثم أخبر أن الليل والنهار رحمة منه وقوله لتسكنوا فيه يعني في الليل ولتبتغوا من فضله أي لتلتمسوا من رزقه بالمعاش في النهار ولعلكم تشكرون الذي أنعم عليكم بهما .
قوله تعالى ونزعنا من كل أمة شهيدا أي أخرجنا من كل أمة رسولها الذي يشهد عليها بالتبليغ فقلنا هاتوا برهانكم أي حجتكم على ما كنتم تعبدون من دوني فعلموا أن الحق لله أي علموا أنه لا إله إلا هو وضل عنهم أي بطل في الآخرة ما كانوا يفترون في الدنيا من الشركاء