إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين .
قوله تعالى إن قارون كان من قوم موسى أي من عشيرته وفي نسبه إلى موسى ثلاثة أقوال .
أحدها أنه كان ابن عمه رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس وبه قال عبد الله بن الحارث وإبراهيم وابن جريج .
والثاني ابن خالته رواه عطاء عن ابن عباس .
والثالث انه كان عم موسى قاله ابن إسحاق .
قال الزجاج قارون اسم أعجمي لا ينصرف ولو كان فاعولا من العربية من قرنت الشئ لا نصرف .
قوله تعالى فبغى عليهم فيه خمسة أقوال أحدها أنه جعل لبغي جعلا على أن تقذف موسى بنفسها ففعلت فاستحلفها موسى على ما قالت فأخبرته بقصتها فكان هذا بغيه قاله ابن عباس والثاني أنه بغى بالكفر بالله تعالى قاله الضحاك والثالث بالكبر قاله قتادة والرابع أنه زاد في طول ثيابه شبرا قاله عطاء الخراساني وشهر بن حوشب والخامس أنه كان يخدم فرعون فتعدى على بني إسرائيل وظلمهم حكاه الماوردي