وشركاؤكم من عبيدكم سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم أي كما تخافون امثالكم من الأحرار وأقرباءكم كالآباء والأبناء قال ابن عباس تخافونهم ان يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا وقال غيره تخافونهم أن يقاسموكم أموالكم كما يفعل الشركاء والمعنى هل يرضى أحدكم أن يكون عبده شريكه في ماله وأهله حتى يساويه في التصرف في ذلك فهو يخاف أن ينفرد في ماله بأمر يتصرف فيه كما يخاف غيره من الشركاء الأحرار فاذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم فلم عدلتم بي من خلقي من هو مملوك لي كذلك أي كما بينا هذا المثل نفصل الآيات لقوم يعقلون عن الله ثم بين أنهم إنما اتبعوا الهوى في إشراكهم فقال بل اتبع الذين ظلموا أي أشركوا بالله أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وهذا يدل على أنهم إنما اشركوا باضلال الله إياهم وما لهم من ناصرين أي مانعين من عذاب الله فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت