وفي النبي الذي دعا لهم قولان أحدهما أنه حزقيل والثاني أنه شمعون فإن قيل كيف أميت هؤلاء مرتين وقد قال الله تعالى إلا الموتة الاولى الدخان 56 فالجواب أن موتهم بالعقوبة لم يفن اعمارهم فكان كقوله تعالى والتي لم تمت في منامها الزمر 42 وقيل كان إحياؤهم آية من آيات نبيهم وآيات الأنبياء نوادر لا يقاس عليها فيكون تقدير قوله تعالى إلا الموتة الاولى التي ليست من آيات الأنبياء ولا لأمر نادر وفي هذه القصة احتجاج على اليهود إذ أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر لم يشاهدوه وهم يعلمون صحته واحتجاج على المنكرين للبعث فدلهم عليه باحياء الموتى في الدنيا ذكر ذلك جميعه ابن الأنباري .
قوله تعالى إن الله لذو فضل على الناس نبه D بذكر فضله على هؤلاء على فضله على سائر خلقه مع قلة شكرهم .
وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم .
قوله تعالى وقاتلوا في سبيل الله في المخاطبين بهذا قولان أحدهما انهم الذين أماتهم الله ثم أحياهم قاله الضحاك والثاني خطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فمعناه لا تهربوا من الموت كما هرب هؤلاء فما ينفعكم الهرب واعملوا أن الله سميع لأقوالكم عليم بما تنطوي عليه ضمائركم .
من ذا يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط و إلي ترجعون .
قوله تعالى من ذا الذي يقرض الله قال الزجاج أصل القرض ما يعطيه الرجل أو يفعله ليجازى عليه وأصله في اللغة القطع ومنه أخذ المقراض فمعنى أقرضته قطعت له قطعة يجازيني عليها فإن قيل ما وجه تسمية الصدقة قرضا فالجواب من ثلاثة أوجه