فقال الصبح فلم يناموا ليلتهم ووافت به الملائكة مع الفجر فسمعوا حفيف الملائكة تحمله بين السماء والارض .
والثاني أن الملائكة جاءت به على عجلة وثورين ذكر عن وهب أيضا فعلى القول الأول يكون معنى تحمله تقله وعلى الثاني يكون معنى حملها إياه تسببها في حمله قال الزجاج ويجوز في اللغة أن يقال حملت الشيء إذا كنت سببا في حمله .
قوله تعالى إن في ذلك لآية لكم أي علامة تدل على تمليك طالوت قال المفسرون فلما جاءهم التابوت وأقروا له بالملك تأهب للخروج فأسرعوا في طاعته وخرجوا معه فذلك قوله تعالى .
فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني إلا من إغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين .
قوله تعالى فلما فصل طالوت بالجنود أي خرج وشخص وفي عدد من خرج معه ثلاثة أقوال أحدها سبعون ألفا قاله ابن عباس والثاني ثمانون ألفا قاله عكرمة والسدي والثالث مائة ألف قاله مقاتل قال وساروا في حر شديد فابتلاهم الله بالنهر والابتلاء الاختبار وفي النهر لغتان إحداهما تحريك الهاء وهي قراءة الجمهور والثاني تسكينها وبها قرأ الحسن و مجاهد وفي هذا النهر قولان أحدهما أنه نهر فلسطين قاله ابن عباس والسدي والثاني نهر بين الاردن وفلسطين قاله عكرمة وقتادة والربيع بن أنس ووجه الحكمة في ابتلائهم به أن يعلم طالوت من له نية في القتال منهم ومن ليس له نية