قوله تعالى ليس مني أي ليس من أصحابي .
قوله تعالى إلا من اغترف غرفة قرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو غرفة بفتح الغين وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي بضمها قال الزجاج من فتح الغين اراد المرة الواحدة باليد ومن ضمها اراد ملء اليد وزعم مقاتل أن الغرفة كان يشرب منها الرجل ودابته وخدمه ويملأ قربته وقال بعض المفسرين لم يرد به غرفة الكف و إنما اراد المرة الواحدة بقربة أو جرة أو ما أشبه ذلك وفي عدد القليل الذين لم يشربوا إلا غرفة قولان أحدهما انهم أربعة آلاف قاله عكرمة والسدي والثاني ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وهو الصحيح لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاله لأصحابه يوم بدر انتم بعدة أصحاب طالوت يوم لقاء جالوت وكانوا يوم بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا .
قوله تعالى لا طاقة لنا أي لا قوة لنا قال الزجاج يقال أطقت الشيء إطاقة وطاقة وطوقا مثل قولك أطعته إطاعة وطاعة وطوعا واختلفوا في القائلين لهذا على ثلاثة أقوال أحدها انهم الذين شربوا أكثر من غرفة فانهم انصرفوا ولم يشهدوا وكانوا أهل شك ونفاق قاله ابن عباس والسدي والثاني انهم الذين قلت بصائرهم من المؤمنين قاله الحسن وقتادة وابن زيد والثالث أنه قول الذين جاوزوا معه و إنما قال ذلك بعضهم لبعض لما رأوا من قلتهم وهذا اختيار الزجاج .
قوله تعالى قال الذين يظنون في هذا الظن قولان أحدهما أنه بمعنى اليقين قاله السدي في آخرين والثاني أنه الظن الذي هو التردد فان القوم توهموا لقلة عددهم