فعلوا ذلك استكبارا ومكر السئ فأضيف المكر إلى السئ كقوله وإنه لحق اليقين الحاقة وتصديقه في قراءة عبد الله ومكرا سيئا والهمزة في السئ مخفوضة وقد جزمها الأعمش وحمزة لكثرة الحركات قال الزجاج وهذا عند النحويين الحذاق لحن إنما يجوز في الشعر اضطرارا وقال أبو جعفر النحاس كان الأعمش يقف على مكر السئ فيترك الحركة وهو وقف حسن تام فغلط الراوي فروى أنه كان يحذف الإعراب في الوصل فتابع حمزة الغالط فقرأ في الإدراج بترك الحركة .
وللمفسرين في المراد ب مكر السئ قولان .
أحدهما أنه الشرك قال ابن عباس عاقبة الشرك لا تحل إلا بمن أشرك .
والثاني أنه المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم حكاه الماوردي .
قوله تعالى فهل ينظرون أي ينتظرون إلا سنة الأولين أي إلا أن ينزل العذاب بهم كما نزل بالأمم المكذبة قبلهم فلن تجد لسنة الله في العذاب تبديلا وإن تأخر ولن تجد لسنة الله تحويلا أي لا يقدر احد أن يحول العذاب عنهم إلى غيرهم أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ