الأشرف قال الزجاج والطاغوت هاهنا واحد في معنى جماعة وهذا جائز في اللغة إذا كان في الكلام دليل على الجماعة قال الشاعر .
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض و أما جلدها فصليب ... .
اراد جلودها فان قيل متى كان المؤمنون في ظلمة ومتى كان الكفار في نور فعنه ثلاثة أجوبه أحدها أن عصمة الله للمؤمنين عن مواقعة الضلال إخراج لهم من ظلام الكفر وتزيين قرناء الكفار لهم الباطل الذي يحيدون به عن الهدى إخراج لهم من نور الهدى و الإخراج مستعار هاهنا وقد يقال للممتنع من الشيء خرج منه وإن لم يكن دخل فيه قال تعالى إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله يوسف 37 وقال ومنكم من يرد إلى أرذل العمر النحل 70 وقد سبقت شواهد هذا في قوله تعالى وإلى الله ترجع الأمور البقرة 210 والثاني أن إيمان أهل الكتاب بالنبي قبل أن يظهر نور لهم وكفرهم به بعد أن ظهر خروج إلى الظلمات والثالث أنه لما ظهرت معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان المخالف له خارجا من نور قد علمه والموافق له خارجا من ظلمات الجهل إلى نور العلم .
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتيه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا أحيي و أميت قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الظالمين .
قوله تعالى ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه قد سبق معنى الم تر وحاج بمعنى خاصم وهو نمروذ في قول الجماعة قال ابن عباس ملك الارض شرقها وغربها