أحدهما أن المعنى أم من عددنا خلقه من الملائكة والشياطين والسموات والأرض قاله ابن جرير .
والثاني أم من خلقنا قبلهم من الأمم السالفة والمعنى إنهم ليسوا بأقوى من أولئك وقد أهلكناهم بالتكذيب فما الذي يؤمن هؤلاء .
ثم ذكر خلق الناس فقال إنا خلقناهم من طين لازب قال الفراء وابن قتيبة أي لاصق لازم والباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما قال ابن عباس هو الطين الحر الجيد اللزق وقال غيره هو الطين الذي ينشف عنه الماء وتبقى رطوبته في باطنه فيلصق باليد كالشمع وهذا إخبار عن تساوي الأصل في خلقهم وخلق من قبلهم فمن قدر على إهلاك الأقوياء قدر على إهلاك الضعفاء .
قوله تعالى بل عجبت بل معناه ترك الكلام الأول والأخذب في الكلام الآخر كأنه قال دع يا محمد ما مضى .
وفي عجبت قراءتان قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر بل عجبت بفتح التاء وقرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وعكرمة وقتادة وأبو مجلز والنخعي وطلحة بن مصرف والأعمش وابن أبي ليلى وحمزة والكسائي في آخرين بل عجبت بضم التاء واختارها الفراء فمن فتح أراد بل عجبت يا محمد ويسخرون هم قال ابن السائب أنت تعجب منهم وهم يسخرون منك وفي ما عجب منه قولان أحدهما من الكفار إذ لم يؤمنوا بالقرآن والثاني إذ كفروا بالبعث ومن ضم أراد الإخبار عن الله D