ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعلمون إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون .
قوله تعالى وأقبل بعضهم على بعض فيهم قولان أحدهما الإنس على الشياطين والثاني الأتباع على الرؤساء يتساءلون تسآل توبيخ وتأنيب ولوم فيقول الأتباع للرؤساء لم غررتمونا ويقول الرؤساء لم قبلتم منا فذلك قوله قالوا يعنى الأتباع للمتبوعين إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين وفيه ثلاثة أقوال .
أحدها كنتم تقهروننا بقدرتكم علينا لأنكم كنتك أعز منا رواه الضحاك عن ابن عباس .
والثاني من قبل الدين فتضلونا قاله الضحاك وقال الزجاج تأتوننا من قبل الدين فتخدعونا بأقوى الأسباب .
والثالث كنتم توثقون ما كنتم تقولون بأيمانكم فتأتوننا من قبل الأيمان التي تحلفونها حكاه علي بن أحمد النيسابوري فيقول المتبوعون لهم بل لم تكونوا مؤمنين أي لم تكونوا على حق فنضلكم عنه إنما الكفر من قبلكم .
وما كان عليكم من سلطان فيه قولان أحدهما انه القهر والثاني الحجة فيكون المعنى على الأول وما كان لنا عليكم من قوة نقهركم بها