والثالث أنه أراد بالشياطين حيات لها رؤوس ولها أعراف شبه طلعها برؤوس الحيات ذكره الزجاج قال الفراء والعرب تسمي بعض الحيات شيطانا وهو حية ذو عرف قبيح الوجه .
قوله تعالى فانهم لآكلون منها أي من ثمرها فمالئون منها البطون وذلك أنهم يكرهون على أكلها حتى تمتلئ بطونهم .
ثم إن لهم عليها لشوبها من حميم قال ابن قتيبة أي خلطا من الماء الحار يشربونه عليها قال أبو عبيدة تقول العرب كل شيء خلطته بغيره فهو مشوب قال المفسرون إذا أكلوا الزقوم ثم شربوا عليه الحميم شاب الحميم الزقوم في بطونهم فصار شوبا له .
ثم إن مرجعهم أي بعد أكل الزقوم وشرب الحميم لإلى الجحيم وذلك أن الحميم خارج الجحيم فهم يوردونه كما تورد الإبل الماء ثم يردون إلى الجحيم ويدل على هذا قوله يطوفون بينها وبين حميم آن الرحمن 44 و ألفوا بمعنى وجدوا و يهرعون مشروح في هود 78 والمعنى أنهم يتبعون آباءهم في سرعة ولقد ضل قبلهم أي قبل هؤلاء المشركين أكثر الأولين من الأمم الخالية