حقه وقال ابن قتيبة أصل هذا أن يصرف المرء بصره عن الشيء ويغمضه فسمي الترخص إغماضا ومنه قول الناس للبائع أغمض أي لا تشخص وكن كأنك لا تبصر وقال غيره لما كان الرجل إذا رأى ما يكره أغمض عينيه لئلا يرى جميع ما يكره جعل التجاوز والمساهلة في كل شيء إغماضا .
قوله تعالى واعلموا أن الله غني قال الزجاج لم يأمركم بالتصدق عن عوز لكنه بلا أخباركم فهو حميد على ذلك يقال قد غني زيد يغنى غنى مقصورا إذا استغنى وقد غني القوم إذا نزلوا في مكان يغنيهم والمكان الذي ينزلون فيه مغنى والغواني النساء قيل إنما سمين بذلك لأنهن غنين بجمالهن وقيل بأزواجهن فأما الحميد فقال الخطابي هو بمعنى المحمود فعيل بمعنى مفعول .
الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم .
قوله تعالى الشيطان يعدكم الفقر قال الزجاج يقال وعدته أعده وعدا وعدة وموعدا وموعدة وموعودا ويقال الفقر والفقر ومعنى الكلام يحملكم على أن تؤدوا في الصدقات الرديء يخوفكم الفقر بإعطاء الجيد ومعنى يعدكم الفقر أي بالفقر وحذفت الباء قال الشاعر ... أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب ... .
وفي الفحشاء قولان أحدهما البخل والثاني المعاصي قال ابن عباس والله يعدكم مفغرة لفحشائكم وفضلا في الرزق