قوله تعالى ليس عليك هداهم في سبب نزولها قولان أحدهما أن المسلمين كرهوا أن يتصدقوا على أقربائهم من المشركين فنزلت هذه الآية هذا قول الجمهور والثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم فنزلت هذه الآية قاله سعيد بن جبير والخير في الآية اريد به المال قاله ابن عباس و مقاتل ومعنى فلأنفسكم أي فلكم ثوابه .
قوله تعالى وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله قال الزجاج هذا خاص للمؤمنين أعلمهم الله أنه قد علم أن مرادهم ما عنده و إذا أعلمهم بصحة قصدهم فقد أعلمهم بالجزاء عليه .
قوله تعالى يوف إليكم أي توفون أجره ومعنى الآية ليس عليك أن يهتدوا فتمنعهم الصدقة ليدخلوا في الإسلام فان تصدقتم عليهم أثبتم و الآية محمولة على صدقة التطوع إذ لا تجوز أن يعطى الكافر من الصدقة المفروضة شيئا .
للفقراء الذين احصورا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم .
قوله تعالى للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لما حثهم على الصدقات والنفقات دلهم على خير تصدق عليه وقد تقدم تفسير الإحصار عند قوله فان أحصرتم البقرة11 وفي المراد ب الذين أحصروا أربعة أقوال أحدها انهم أهل الصفة حبسوا انفسهم على طاعة الله ولم يكن لهم شيء قاله ابن عباس و مقاتل والثاني انهم فقراء المهاجرين قاله مجاهد