البغي هم ينتصرون أي من المشركين وقال والذين استجابوا لربهم إلى قوله ينفقون وهم الانصار ثم ذكر الصنف الثالث فقال .
والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون من المشركين .
والثاني أنه بغي المسلمين على المسلمين خاصة .
والثالث أنه عام في جميع البغاة سواء كانوا مسلمين أو كافرين فصل .
واختلف في هذه الآية علماء الناسخ والمنسوخ فذهب بعض القائلين بأنها في المشركين إلى أنها منسوخة بآية السيف فكانهم يشيرون إلى أنها أثبتت الانتصار بعد بغي المشركين فلما جاز لنا أن نبدأهم بالقتال دل على أنها منسوخة وللقائلين بأنها في المسليمن قولان .
أحدهما أنها منسوخة بقوله ولمن صبر وغفر الشورى 43 فكأنها نبهت على مدح المنتصر ثم أعلمنا أن الصبر والغفران أمدح فبان وجه النسخ .
والثاني أنها محكمة لأن الصبر والغفران فضيلة والانتصار مباح فعلى هذا تكون محكمة وهو الأصح .
فان قيل كيف الجمع بين هذه الآية وظاهرها مدح المنتصر وبين آيات الحث على العفو فعنه ثلاثة أجوبة .
أحدها أنه انتصار المسلمين من الكافرين وتلك رتبة الجهاد كما ذكرنا عن عطاء