وفصاله أي فطامه وقرأ يعقوب وفصله بفتح الفاء وسكون الصاد من غير ألف ثلاثون شهرا قال ابن عباس ووضعته كرها يريد به شدة الطلق واعلم أن هذه المدة قدرت لأقل الحمل وأكثر الرضاع فأما الأشد ففيه أقوال قد تقدمت واختار الزجاج أنه بلوغ ثلاث وثلاثين سنة لأنه وقت كمال الإنسان في بدنه وقوته واستحكام شأنه وتمييزه وقال ابن قتيبة أشد الرجل غير أشد اليتيم لأن أشد الرجل الاكتهال والحنكة وأن يشتد رأيه وعقله وذلك ثلاثون سنة ويقال ثمان وثلاثون سنة وأشد الغلام أن يشتد خلقه ويتناهى نباته وقد ذكرنا بيان الأشد في الانعام 153 وفي يوسف 22 وهذا تحقيقه واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية على ثلاثة أقوال .
أحدها أنها نزلت في أبي بكر الصديق Bه وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في تجارة فنزلوا منزلا فيه سدرة فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين فقال له من الرجل الذي في ظل السدرة فقال ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب