والأكثرون على تسكين راء فيغفر وباء يعذب منهم ابن كثير ونافع وابو عمرو وحمزة والكسائي و إنما جزموا لإتباع هذا ما قبله وهو يحاسبكم وقرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم ويعقوب برفع الراء والباء فيهما فهؤلاء قطعوا الكلام عن الأول قال ابن الأنباري وقد ذهب قوم إلى أن المحاسبة هاهنا هي إطلاع الله العبد يوم القيامة على ما كان حدث به نفسه في الدنيا ليعلم أنه لم يعزب عنه شيء قال والذي نختاره أن تكون الآية محكمة لأن النسخ إنما يدخل على الأمر والنهي وقد روي عن عائشة أنها قالت أما ما أعلنت فالله يحاسبك به وأما ما أخفيت فما عجلت لك به العقوبة في الدنيا والقول الثاني أنه أمر خاص في نوع من المخفيات ولأرباب هذا القول فيه قولان أحدهما أنه كتمان الشهادة قاله ابن عباس في روايه وعكرمة والشعبي والثاني أنه الشك واليقين قاله مجاهد فعلى هذا المذكور تكون الآية محكمة .
آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكتة وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير .
قوله تعالى آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه قال أبو بكر النقاش معناه كفتاه عن قيام الليل