لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .
قوله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها الوسع الطاقة قاله ابن عباس وقتادة ومعناه لا يكلفها ما لا قدرة لها عليه لاستحالته كتكليف الزمن السعي والأعمى النظر فأما تكليف ما يستحيل من المكلف لالفقد الآلات فيجوز كتكليف الكافر الذي سبق في العلم القديم أنه لا يؤمن الإيمان فالآية محمولة على القول الأول ومن الدليل على ما قلناه قوله تعالى في سياق الآية ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به فلو كان تكليف ما لا يطاق ممتنعا كان السؤال عبثا وقد أمر الله تعالى نبيه بدعاء قوم قال فيهم وان تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا الكهف 57 وقال ابن الأنباري المعنى لا تحملنا ما يثقل علينا أداؤه وان كنا مطيقين له على تجشم وتحمل مكروه فخاطب العرب على حسب ما تعقل فان الرجل منهم يقول للجل يبغضه ما أطيق النظر إليك وهو مطيق لذلك لكنه يثقل عليه ومثله قوله تعالى ما كانوا يستطيعون السمع .
قوله تعالى لها ما كسبت قال ابن عباس لها ما كسبت من طاعة وعليها ما اكتسبت من معصية قال أبو بكر النقاش فقوله لها دليل على الخير و عليها دليل على الشر وقد ذهب قوم إلى أن كسبت لمرة ومرات و اكتسبت لا يكون إلا لشيء بعد شيء وهما عند آخرين لغتان بمعنى واحد كقوله D فمهل الكافرين أمهلهم رويدا الطارق 17 .
قوله تعالى ربنا لا تؤاخذنا هذا تعليم من الله للخلق أن يقولوا ذلك قال ابن