وقد وصفهم الله تعالى بالعقول فقال تلك عقول كادها بارئها أي لم يصحبها التوفيق .
وفي قوله أم تأمرهم وقوله أم هم قولان .
أحدهما أنهما بمعنى بل قاله أبو عبيدة .
والثاني بمعنى ألف الاستفهام قاله الزجاج قال والمعنى أتأمرهم أحلامهم بترك القبول ممن يدعوهم إلى التوحيد ويأتيهم على ذلك بالدلائل أم يكفرون طغيانا وقد ظهر لهم الحق وقال ابن قتيبة المعنى أم تدلهم عقولهم على هذا لأن الحلم يكون بالعقل فكنى عنه به .
قوله تعالى أم يقولون تقوله أي افتعل القرآن من تلقاء نفسه والتقول تكلف القول ولا يستعمل إلا في الكذب بل أي ليس الأمر كما زعموا لا يؤمنون بالقرآن استكبارا .
فليأتوا بحديث مثله في نظمه وحسن بيانه وقرأ أبو رجاء وأبو نهيك ومورق العجلي وعاصم الجحدري بحديث مثله بغير تنوين إن كانوا صادقين أن محمدا تقوله أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين أم له البنات ولكم البنون أم تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم الميكدون أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون .
قوله تعالى أم خلقوا من غير شيء فيه أربعة أقوال