أحدها بنو قينقاع وكانوا وادعوا رسول الله ثم غدروا فحصروهم ثم نزلوا على حكمه أن له أموالهم ولهم النساء والذرية فالمعنى مثل بني النضير فيما فعل بهم كبني قينقاع فيما فعل بهم .
والثاني أنهم كفار قريش يوم بدر قاله مجاهد والمعنى مثل هؤلاء اليهود كمثل المشركين الذين كانوا من قبلهم قريبا وذلك لقرب غزاة بني النضير من غزاة بدر والثالث أنهم بنو قريظة فالمعنى مثل بني النضير كبني قريظة ذاقوا وبال أمرهم بأن قتلت مقاتلتهم وسبيت ذراريهم وهؤلاء أجلوا عن ديارهم فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم في الآخرة ثم ضرب لليهود والمنافقين مثلا فقال تعالى كمثل الشيطان والمعنى مثل المنافقين في غرورهم بني النضير وقولهم لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولئن قوتلتم لننصرنكم كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر وفيه قولان .
أحدهما أنه مثل ضربه الله تعالى للكافر في طاعة الشيطان وهو عام في جميع الناس قاله مجاهد .
والثاني أنه مثل ضربه الله لشخص معين وعلى هذا جمهور المفسرين وهذا شرح قصته .
ذكر أهل التفسير أن عابدا من بني إسرائيل كان يقال له برصيصا تعبد في صومعة له أربعين سنة لا يقدر عليه الشيطان فجمع إبليس يوما مردة الشياطين فقال ألا أحد منكم يكفيني برصيصا فقال الأبيض وهو صاحب الأنبياء أنا أكفيكه فانطلق على صفة الرهبان وأتى صومعته فناداه فلم