قولان أحدهما أنه والد مريم قاله الحسن ووهب والثاني أنه والد موسى وهارون قاله مقاتل وفي آله ثلاثة أقوال أحدها أنه عيسى عليه السلام قاله الحسن والثاني أن آله موسى وهارون قاله مقاتل والثالث أنه المراد ب آله نفسه ذكره بعض المفسرين و إنما خص هؤلاء بالذكر لأن الأنبياء كلهم من نسلهم وفي معنى اصطفاء هؤلاء المذكورين ثلاثة أقوال أحدها أن المراد اصطفى دينهم على سائر الأديان قاله ابن عباس واختاره الفراء والدمشقي والثاني اصطفاهم بالنبوة قاله الحسن و مجاهد و مقاتل والثالث اصطفاهم بتفضيلهم في الأمور التي ميزهم بها على أهل زمانهم والمراد ب العالمين عالمو زمانهم كما ذكرنا في البقرة .
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
قوله تعالى ذرية بعضها من بعض قال الزجاج نصبها على البدل والمعنى اصطفى ذرية بعضها من بعض قال ابن الأنباري و إنما قال بعضها لأن لفظ الذرية مؤنث ولو قال بعضهم ذهب إلى معنى الذرية وفي معنى هذه البعضية قولان أحدهما أن بعضهم من بعض في التناصر والدين لا في التناسل وهو معنى قول ابن عباس وقتادة والثاني أنه في التسلسل لأن جميعهم ذرية آدم ثم ذرية نوح ثم ذرية إبراهيم ذكره بعض أهل التفسير قال أبو بكر النقاش ومعنى قوله ذرية بعضها من بعض أن الأبناء ذرية للآباء والآباء ذرية للأبناء كقوله تعالى حملنا ذريتهم في الفلك المشحون يس 41 فجعل الآباء ذرية للأبناء وإنما جاز ذلك لأن الذرية مأخوذة من ذرأ الله الخلق فسمي الولد للوالد ذرية لأنه ذرىء منه وكذلك يجوز أن يقال للأب ذرية للابن لأن ابنه ذرئ منه فالفعل يتصل به من الوجهين ومثله يحبونهم كحب الله البقرة 165 فأضاف الحب إلى الله والمعنى كحب المؤمن لله ومثله ويطعمون الطعام على حبه الدهر 8 فأضاف الحب للطعام