والرابع أنهم الأطفال حكاه الماوردي .
قوله تعالى لما يلحقوا بهم أي لم يلحقوا بهم .
قوله تعالى ذلك فضل الله يعني الإسلام والهدى والله ذو الفضل العظيم بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم .
مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون .
ثم ضرب لليهود الذين تركوا العمل بالتوارة مثلا فقال تعالى مثل الذين حملوا التوراة أي كلفوا العمل بما فيها ثم لم يحملوها أي لم يعملوا بموجبها ولم يؤدوا حقها كمثل الحمار يحمل أسفارا وهي جمع سفر والسفر الكتاب فشبههم بالحمار لا يعقل ما يحمل إذ لم ينتفعوا بما في التوارة وهي دالة على الإيمان بمحمد وهذا المثل يلحق من لم يعمل بالقرآن ولم يفهم معانيه بئس مثل القوم ذم مثلهم والمراد ذمهم واليهود كذبوا بالقرآن وبالتوارة حين لم يؤمنوا بمحمد والله لا يهدي القوم الظالمين أنفسهم بتكذيب الأنبياء