رفعتني إلى السماء من غير موت لأنهم إنما بدلوا بعد رفعه لا بعد موته وعلى القول الثاني يكون في الآية تقديم وتأخير تقديره إني رافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد ذلك هذا قول الفراء و الزجاج في آخرين فتكون الفائدة في إعلامه بالتوفي تعريفه أن رفعه إلى السماء لا يمنع من موته قال سعيد بن المسيب رفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وقال مقاتل رفع من بيت المقدس ليلة القدر في رمضان وقيل عاشت أمه مريم بعد رفعه ست سنين ويقال ماتت قبل رفعه .
قوله تعالى ومطهرك من الذين كفروا فيه قولان أحدهما أنه رفعه من بين اظهرهم والثاني منعهم من قبله وفي الذين اتبعوه قولان أحدهما انهم المسلمون من امة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم صدقوا بنبوته و أنه روح الله وكلمته هذا قول قتادة والربيع وابن السائب والثاني انهم النصارى فهم فوق اليهود واليهود مستذلون مقهورون قاله ابن زيد .
قوله تعالى فيما كنتم فيه تخلتفون يعني الدين .
فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين .
قوله تعالى فأما الذين كفروا قيل هم اليهود والنصارى وعذابهم في الدنيا بالسيف والجزية وفي الآخرة بالنار .
وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين .
قوله تعالى فيوفيهم أجورهم قرأ الأكثرون بالنون وقرأ الحسن وقتادة وحفص عن عاصم فيوفيهم بالياء معطوفا على قوله تعالى إذ قال الله يا عيسى .
ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم