وفي الحق والباطل أربعة أقوال أحدها أن الحق إقرارهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم والباطل كتمانهم بعض أمره والثاني الحق إيمانهم بالنبي صلى الله عليه وسلم غدوة والباطل كفرهم به عشية رويا عن ابن عباس والثالث الحق التوراة والباطل ما كتبوه فيها بأيديهم قاله الحسن وابن زيد والرابع الحق الإسلام والباطل اليهودية والنصرانية قاله قتادة .
قوله تعالى وتكتمون الحق قال قتادة كتموا الإسلام وكتموا محمدا صلى الله عليه وسلم وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون .
قوله تعالى وقالت طائفة من أهل الكتاب في سبب نزلوها قولان أحدهما أن طائفة من اليهود قالوا إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا و إذا كان آخره فصلوا صلاتكم لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهم اعلم منا فينقلبون عن دينهم رواه عطية عن ابن عباس وقال الحسن والسدي تواطأ اثنا عشر حبرا من اليهود فقال بعضهم لبعض ادخلوا في دين محمد باللسان اول النهار واكفروا آخره وقولوا إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمد ليس بذلك فيشك أصحابه في دينهم ويقولون هم أهل الكتاب وهم اعلم منا فيرجعون إلى دينكم فنزلت هذه الآية و إلى هذا المعنى ذهب الجمهور والثاني أن الله تعالى صرف نبيه إلى الكعبة عند صلاة الظهر فقال قوم من علماء اليهود آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار يقولون آمنوا بالقبلة التي صلوا إليها الصبح واكفروا بالتي صلوا إليها آخر النهار لعلهم يرجعون إلى قبلتكم رواه أبو صالح عن ابن عباس قال مجاهد وقتادة و الزجاج في آخرين وجه النهار أوله .
وأنشد الزجاج ... من كان مسرورا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار