النبيين وهم غيب لأن في الكلام معنى قول وحكاية فقال مخاطبا لهم لما آتيتكم وقرأ نافع آتيناكم بالنون والألف .
قوله تعالى ثم جاءكم رسول قال علي Bه ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه العهد إن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وقال غيره أخذ ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضا والإصر هاهنا العهد في قول الجماعة قال ابن قتيبة أصل الإصر الثقل فسمي العهد إصرا لأنه منع من الأمر الذي أخذ له وثقل وتشديد وكلهم كسر ألف إصري وروى أبو بكر عن عصام ضمة قال ابو علي يشبه أن يكون الضم لغة .
قوله تعالى قال فاشهدوا قال ابن فارس الشهادة الإخبار بما شوهد وفيمن خوطب بهذا قولان أحدهما أنه خطاب للنبيين ثم فيه قولان أحدهما أنه معناه فاشهدوا على أممكم قاله علي بن أبي طالب والثاني فاشهدوا على أنفسكم قاله مقاتل والثاني أنه خطاب للملائكة قاله سعيد بن المسيب فعلى هذا يكون كناية عن غير مذكور .
فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها و إليه يرجعون .
قوله تعالى أفغير دين الله يبغون قرأ ابوعمرو يبغون بالياء مفتوحة و إليه ترجعون بالتاء مضمومة وقرأها الباقون بالياء في الحرفين وروى حفص عن عاصم يبغون و يرجعون بالياء فيهما وفتح الياء وكسر الجيم يعقوب على أصله قال ابن عباس اختصم أهل الكتابين فزعمت كل فرقة أنها أولى بدين إبراهيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم فغضبوا وقالوا والله لا نرضى بقضائك ولا نأخذ بدينك فنزلت هذه الآية والمراد بدين الله دين محمد صلى الله عليه وسلم وله أسلم انقاد وخضع طوعا وكرها الطوع الانقياد بسهولة والكره الانقياد بمشقة وإباء من النفس