وفي معنى الطوع والكره ستة أقوال أحدها أن إسلام الكل كان يوم الميثاق طوعا وكرها رواه مجاهد عن ابن عباس والأعمش عن مجاهد وبه قال السدي والثاني أن المؤمن يسجد طائعا والكافر يسجد ظله وهو كاره روي عن ابن عباس ورواه ابن أبي نجيح وليث عن مجاهد والثالث أن الكل أقروا له بأنه الخالق وإن أشرك بعضهم فاقراره بذلك حجة عليه في إشراكه هذا قول أبوالعالية ورواه منصور عن مجاهد والرابع أن المؤمن أسلم طائعا والكافر أسلم مخافة السيف هذا قول الحسن والخامس أن المؤمن أسلم طائعا والكافر أسلم حين رأى بأس الله فلم ينفعه في ذلك الوقت هذا قول قتادة والسادس أن إسلام الكل خضوعهم لنفاذ أمره في تتجبلتهم لا يقدرأحد أن يمتنع من جبلة جبله عليها ولا على تغييرها هذا قول الزجاج وهو معنى قول الشعبي انقاد كلهم له .
قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
قوله تعالى كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم في سبب نزولها ثلاثة أقوال أحدها أن رجلا من الانصار ارتد فلحق بالمشركين فنزلت هذه الآية إلى قوله تعالى إلا الذين تابوا فكتب بها قومه إليه فرجع تائبا فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه وخلى عنه