فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون .
قوله تعالى فمن افترى يقول اختلق على الله الكذب من بعد ذلك أي من بعد البيان في كتبهم وقيل من بعد مجيئكم بالتوارة وتلاوتكم إياها .
قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين .
قوله تعالى قل صدق الله الصدق الإخبار بالشيء على ما هو به وضده الكذب واختلفوا أي خبر عنى بهذه الآية على قولين أحدهما أنه عنى قوله تعالى ما كان ابراهيم يهوديا قاله مقاتل وابو سليمان الدمشقي والثاني أنه عنى قوله تعالى كل الطعام كان حلا قاله ابن السائب .
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين .
قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس قال مجاهد افتخر المسلمون واليهود فقالت اليهود بيت المقدس افضل من الكعبة وقال المسلمون الكعبة أفضل فنزلت هذه الآية وفي معنى كونه أول قولان أحدهما أنه أول بيت كان في الأرض واختلف أرباب هذا القول كيف كان أول بيت على ثلاثة أقوال أحدها أنه ظهر على وجه الماء حين خلق الله الارض فخلقه قبلها بألفي عام ودحاها من تحته فروى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال كانت الكعبة حشفة على وجه الماء عليها ملكان يسبحان الليل والنهار قبل الأرض بألفي سنة وقال ابن عباس وضع البيت في الماء على أربعة اركان قبل أن تخلق الدنيا بألفي سنة ثم دحيت الأرض من تحت البيت وبهذا القول يقول ابن عمر وابن عمرو وقتادة و مجاهد والسدي في آخرين والثاني أن آدم استوحش حين أهبط فأوحى الله إليه أن ابن لي بيتا في الأرض فاصنع حوله نحو ما رايت ملائكتي تصنع حول عرشي فبناه رواه أبو صالح عن ابن عباس والثالث أنه أهبط مع آدم فلما