هو الكذب على الله ودعاؤهم المسلمين إلى الضلالة وقال الزجاج هو البهت والتحريف ومقصود الآية إعلام المسلمين بأنه لن ينالهم منهم إلا الأذى باللسان من دعائهم إياهم إلى الضلال وإسماعهم الكفر ثم وعدهم النصر عليهم في قوله وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار .
ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون .
قوله تعالى أين ما ثقفوا معناه أدركوا ووجدوا وذلك انهم أين نزلوا احتاجوا إلى عهد من أهل المكان وأداء جزية قال الحسن أدركتهم هذه الأمة وإن المجوس لنجبيهم الجزية وأما الحبل فقال ابن عباس وعطاء و الضحاك وقتادة والسدي وابن زيد الحبل العهد قال بعضهم ومعنى الكلام إلا بعهد يأخذونه من المؤمنين بإذن الله قال الزجاج وما بعد الاستثناء في قوله تعالى إلا بحبل من الله ليس من الأول و إنما المعنى انهم أذلاء إلا انهم يعتصمون بالعهد إذا أعطوه وقد سبق في البقرة تفسير باقي الآية .
ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون .
قوله تعالى ليسوا سواء في سبب نزولها قولان .
أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتبس عن صلاة العشاء ليلة حتى ذهب ثلث الليل