والثاني فما وهنوا لقتل نبيهم ولا ضعفوا عن عدوهم ولا استكانوا لما أصابهم .
وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين .
قوله تعالى وما كان قولهم يعني الربيين إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا أي لم يكن قولهم غير الاستغفار والإسراف مجاوزة الحد وقيل أريد بالذنوب الصغائر وبالإسراف الكبائر .
قوله تعالى وثبت اقدامنا قال ابن عباس على القتال وقال الزجاج معناه ثبتنا على دينك فإن الثابت على دينه ثابت في حربه .
فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين .
قوله تعالى فآتاهم الله ثواب الدنيا فيه قولان .
أحدهما أنه النصر قاله قتادة والثاني الغنيمة قاله ابن جريج وروي عن ابن عباس أنه قال النصر والغنيمة .
وفي حسن ثواب الآخرة قولان احدهما أنه الجنة .
والثاني الأجر والمغفرة وهذا تعليم من الله تعالى للمؤمنين ما يفعلون ويقولون عند لقاء العدو .
يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين