قوله تعالى والله ذو فضل على المؤمنين فيه قولان .
أحدهما إذ عفا عنهم قاله ابن عباس والثاني إذ لم يقتلوا جميعا قاله مقاتل .
إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون .
قوله تعالى إذ تصعدون ولا تلوون قال المفسرون إذ متعلقة بقوله تعالى ولقد عفا عنكم وأكثر القراء على ضم التاء وكسر العين من قوله تصعدون وهو من الإصعاد وروى أبان عن ثعلب عن عاصم فتحها وهي قراءة الحسن و مجاهد وهو من الصعود قال الفراء الإصعاد في ابتداء الأسفار والمخارج تقول أصعدنا من بغداد إلى خراسان فاذا صعدت على سلم أو درجة قلت صعدت ولا تقول أصعدت وقال الزجاج كل من ابتدأ مسيرا من مكان فقد أصعد فأما الصعود فهو من أسفل إلى فوق ومن فتح التاء ومعين أراد الصعود في الجبل وللمفسرين في معنى الآية قولان .
أحدهما أنه صعودهم في الجبل قاله ابن عباس و مجاهد .
والثاني أنه الإبعاد في الهزيمة قاله قتادة و ابن قتيبة و تلوون بمعنى تعرجون .
وقوله تعالى على أحد عام وقد روي عن ابن عباس أنه أريد به النبي صلى الله عليه وسلم قال والنبي صلى الله عليه وسلم يناديهم من خلفهم إلى عباد الله أنا رسول الله وقرأت عائشة وأبو مجلز وأبو الجوزاء وحميد على أحد بضم الألف والحاء يعنون الجبل .
قوله تعالى فأثابكم أي جازاكم قال الفراء الإثابة هاهنا بمعنى عقاب ولكنه كما قال الشاعر