قوله تعالى وكفر عنا سيئاتنا قال مقاتل امح عنا خطايانا وقال غيره غطها عنا وقيل إنما جمع بين غفران الذنوب وتكفير السيئات لأن الغفران بمجرد الفضل والتكفير بفعل الخير وتوفنا مع الأبرار قرأ نافع وابو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي الأبرار والأشرار وذات قرار وما كان مثله بين الفتح والكسر وقرأ ابن كثير وعاصم بالفتح ومعنى مع الأبرار فيهم قال ابن عباس وهم الأنبياء والصالحون .
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد .
قوله تعالى ربنا وآتنا ما وعدتنا قال ابن عباس يعنون الجنة على رسلك أي على ألسنتهم فإن قيل ما وجه هذه المسألة والله لا يخلف الميعاد فعنه ثلاثة أجوبة .
أحدها أنه خرج مخرج المسألة ومعناه الخبر تقديره فآمنا فاغفر لنا لتؤتينا ما وعدتنا .
والثاني أنه سؤال له أن يجعلهم ممن آتاه ما وعده لا أنهم استحقوا ذلك إذ لو كانوا قد قطعوا أنهم من الأبرار لكانت تزكية لأنفسهم .
و الثالث أنه سؤال لتعجيل ما وعدهم من النصر على الأعداء لأنه وعدهم نصرا غير مؤقت فرغبوا في تعجيله ذكر هذه الأجوبة ابن جرير وقال أولى الاقوال بالصواب أن هذه صفة المهاجرين رغبوا في تعجيل النصر على أعدائهم فكانهم قالوا لا صبر لنا على حلمك عن الأعداء فعجل خزيهم وظفرنا بهم .
فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم