وقوله إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما التوبة 39 منسوخات بقوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة التوبة 122 قال أبو سليمان الدمشقي والأمر في ذلك بحسب ما يراه الإمام وليس في هذا من المنسوخ شيء وإن منكم لمن ليبطئن فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما .
قوله تعالى وإن منكم لمن ليبطئن اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
أحدهما أنها في المنافقين كعبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتثاقلون عن الجهاد فان لقيت السرية نكبة قال من أبطأ منهم لقد أنعم الله علي وإن لقوا غنيمة قال يا ليتني كنت معهم هذا قول ابن عباس وابن جريج .
والثاني أنها نزلت في المسلمين الذين قلت علومهم بأحكام الدين فتثبطوا لقلة العلم لا لضعف الدين ذكره الماوردي وغيره فعلى الأول تكون إضافتهم إلى المؤمنين بقوله منكم لموضع نطقهم بالإسلام وجريان أحكامه عليهم وعلى الثاني تكون الإضافة حقيقة قال ابن جرير اللام في لمن لام تأكيد .
قال الزجاج واللام في ليبطئن لام القسم كقولك إن منكم لمن أحلف بالله ليبطئن يقال أبطأ الرجل و بطؤ فمعنى أبطأ تأخر ومعنى بطؤ ثقل وقرأ أبو جعفر ليبطئن بتخفيف الهمزة وفي معنى ليبطئن قولان أحدهما ليبطئن هو بنفسه وهو قول ابن عباس والثاني ليبطئن غيره قاله ابن جريج قال ابن عباس والمصيبة النكبة والفضل من الله الفتح والغنيمة