والعرب تقول هذا أمر قد قدر بليل وفرغ منه بليل ومنه قول الحارث بن حلزة ... أجمعوا أمرهم عشاء فلما ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء ... .
وقال بعضهم بيت بمعنى بدل وأنشد ... وبيت قولي عند المليك ... قاتلك الله عبدا كفورا ... .
وفي قوله غير الذي تقول قولان .
أحدهما غير الذي تقول الطائفة عندك وهو قول ابن عباس وابن قتيبة والثاني غير الذي تقول أنت يا محمد وهو قول قتادة والسدي .
قوله تعالى والله يكتب ما يبيتون فيه ثلاثة أقوال أحدها يكتبه في الأعمال التي تثبتها الملائكة قاله مقاتل في آخرين والثاني ينزله إليك في كتابه والثالث يحفظه عليهم ليجازوا به ذكر القولين الزجاج قال ابن عباس فأعرض عنهم فلا تعاقبهم وثق بالله D وكفى بالله ثقة لك قال ثم نسخ هذا الإعراض وأمر بقتالهم .
فان قيل ما الحكمة في أنه ابتدأ بذكرهم جملة ثم قال بيت طائفة والكل منافقون فالجواب من وجهين ذكرهما أهل التفسير .
أحدهما أنه أخبر عمن سهر ليله ودبر أمره منهم دون غيره منهم والثاني أنه ذكر من علم أنه يبقى على نفاقه دون من علم أنه يرجع