تكونوا تألمون أي توجعون فانهم يجدون من الوجع بما ينالهم من الجراح والتعب كما تجدون وأنتم مع ذلك ترجون مالا يرجون وفي هذا الرجاء قولان أحدهما أنه الأمل قاله مقاتل قال الزجاج وهو إجماع أهل اللغة الموثوق بعلمهم والثاني أنه الخوف رواه أبو صالح عن ابن عباس قال الفراء ولم يوجد الخوف بمعنى الرجاء إلا ومعه جحد فاذا كان كذلك كان الخوف على جهة الرجاء والخوف وكان الرجاء كذلك كقوله ما لكم لا ترجون لله وقارا نوح 13 وقوله لا يرجون أيام الله الجاثية 14 قال الشاعر ... لا ترتجي حين تلاقي الزائدا ... أسبعة لاقت معا أم واحدا ... .
وقال الهذلي ... إذا لسعته النحل لم يرج لسعها ... وخالفها في بيت نوب عوامل ... ولا يجوز رجوتك وأنت تريد خفتك ... ولا خفتك وأنت تريد رجوتك