والسادس أنه سماه روحا لأنه يحيا به الناس كما يحيون بالأرواح ولهذا المعنى سمي القرآن روحا ذكره القاضي أبو يعلى .
والسابع أن الروح الوحي أوحى الله إلى مريم يبشرها به وأوحى إلى جبريل بالنفخ في درعها وأوحى إلى ذات عيسى أن كن فكان ومثله ينزل الملائكة بالروح من أمره النحل 2 أي بالوحي ذكره الثعلبي .
فأما قوله منه فانه إضافة تشريف كما تقول بيت الله والمعنى من أمره ومما يقاربها قوله وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه الجاثية 13 .
قوله تعالى ولا تقولوا ثلاثة قال الزجاج رفعه باضمار لا تقولوا آلهتنا ثلاثة إنما الله إله واحد أي ما هو إلا إله واحد سبحانه ومعنى سبحانه تبرئته من أن يكون له ولد قال أبو سليمان وكفى بالله وكيلا أي قيما على خلقه مدبرا لهم لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملئكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا .
قوله تعالى لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله سبب نزولها أن وفد نجران وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد لم تذكر صاحبنا قال ومن صاحبكم قالوا عيسى قال وأي شيء أقول له هو عبد الله قالوا بل هو الله فقال إنه ليس بعار عليه أن يكون عبدا لله قالوا بلى فنزلت هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس قال الزجاج معنى يستنكف