وفي قوله تعالى التي كتب الله لكم ثلاثة أقوال .
أحدها أنه بمعنى أمركم وفرض عليكم دخولها قاله ابن عباس والسدي .
والثاني أنه بمعنى وهبها الله لكم قاله محمد بن إسحاق وقال ابن قتيبة جعلها لكم .
والثالث كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكنكم .
فان قيل كيف قال فانها محرمة عليهم وقد كتبها لهم فعنه جوابان .
أحدهما أنه إنما جعلها لهم بشرط الطاعة فلما عصوا حرمها عليهم .
والثاني أنه كتبها لبني إسرائيل وإليهم صارت ولم يعن موسى أن الله كتبها للذين أمروا بدخولها بأعيانهم قال ابن جرير ويجوز أن يكون الكلام خرج مخرج العموم وأريد به الخصوص فتكون مكتوبة لبعضهم وقد دخلها يوشع وكالب .
قوله تعالى ولا ترتدوا على أدباركم فيه قولان .
أحدهما لا ترجعوا عن أمر الله إلى معصيته والثاني لا ترجعوا إلى الشرك به قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون .
قوله تعالى إن فيها قوما جبارين قال الزجاج الجبار من الآدميين الذي يجبر الناس على ما يريد يقال جبار بين الجبرية والجبرية بكسر الجيم والباء والجبروة والجبورة والتجبار والجبروت .
وفي معنى وصفه هؤلاء بالجبارين ثلاثة أقوال .
أحدها أنهم كانوا ذوي قوة قاله ابن عباس والثاني أنهم كانوا عظام الخلق والأجسام قاله قتادة والثالث أنهم كانوا قتالين قاله مقاتل