منكم شرعة نبينا محمد مع سائر الأنبياء قبله فمن المخطاب بقوله ليبلوكم فالجواب أنه خطاب لنبينا والمراد به سائر الأنبياء والأمم قال ابن جرير والعرب من شأنها إذا خاطبت غائبا فأرادت الخبر عنه أن تغلب المخاطب فتخرج الخبر عنهما على وجه الخطاب .
قوله تعالى فاستبقوا الخيرات قال ابن عباس والضحاك هو خطاب لأمة محمد عليه السلام قال مقاتل والخيرات الأعمال الصالحة إلى الله مرجعكم في الآخرة فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون من الدين قال ابن جرير قد بين ذلك في الدنيا بالأدلة والحجج وغدا يبينه بالمجازاة وأن احكم بينهم بمآ أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فان تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون .
قوله تعالى وأن احكم بينهم بما أنزل الله سبب نزولها أن جماعة من اليهود منهم كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشأس بن قيس قال بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه فقالوا يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم وأنا إن تبعناك اتبعك اليهود وإن بيننا وبين قوم خصومة فنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ونحن نؤمن بك فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت هذه الآية هذا قول ابن عباس وذكر مقاتل أن