قوله تعالى وقد دخلوا بالكفر أي دخلوا كافرين وخرجوا كافرين فالكفر معهم في حالتيهم والله أعلم بما كانوا يكتمون من الكفر والنفاق وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون .
قوله تعالى وترى كثيرا منهم يعني اليهود يسارعون أي يبادرون في الإثم وفيه قولان أحدهما أنه المعاصي قاله ابن عباس والثاني الكفر قاله السدي فأما العدوان فهو الظلم .
وفي السحت ثلاثة أقوال .
أحدها الرشوة في الحكم والثاني الرشوة في الدين والثالث الربا لو لا ينههم الربانيون والأحبار لولا بمعنى هلا والربانيون مذكورون في آل عمران والأحبار قد تقدم ذكرهم في هذه السورة وهذه الآية من أشد الآيات على تاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الله تعالى جمع بين فاعل المنكر وتارك الإنكار في الذم قال ابن عباس ما في القرآن آية أشد توبيخا من هذه الآية .
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشآء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضآء إلى يوم القيمة كلمآ أوقدوا نارا للحرب