قوله تعالى وألقينا بينهم العداوة والبغضاء فيمن عني بهذا قولان .
أحدهما اليهود والنصارى قاله ابن عباس ومجاهد ومقاتل فان قيل فأين ذكر النصارى فالجواب أنه قد تقدم في قوله لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء والثاني أنهم اليهود قاله قتادة .
قوله تعالى كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ذكر إيقاد النار مثل ضرب لاجتهادهم في المحاربة وقيل إن الأصل في استعارة اسم النار للحرب أن القبيلة من العرب كانت إذا أرادت حرب أخرى أوقدت النار على رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة ليعلم استعدادهم للحرب فيتأهب من يريد إعانتهم وقيل كانوا إذا تحالفوا على الجد في حربهم أوقدوا نارا وتحالفوا .
وفي معنى الآية قولان .
أحدهما كلما جمعوا لحرب النبي صلى الله عليه وسلم فرقهم الله .
والثاني كلما مكروا مكرا رده الله .
قوله تعالى ويسعون في الأرض فسادا فيه أربعة أقوال .
أحدها بالمعاصي قاله ابن عباس ومقاتل والثاني بمحو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كتبهم ودفع الإسلام قاله الزجاج والثالث بالكفر والرابع بالظلم ذكرهما الماوردي ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيآتهم ولأدخلناهم جنات النعيم .
قوله تعالى ولو أن أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى آمنوا بالله وبرسله واتقوا الشرك لكفرنا عنهم سيئاتهم التي سلفت