قوله تعالى من عمل الشيطان قال ابن عباس من تزيين الشيطان فان قيل كيف نسب إليه وليس من فعله فالجواب أن نسبته إليه مجاز وإنما نسب إليه لأنه هو الداعي إليه المزين له ألا ترى أن رجلا لو أغرى رجلا بضرب رجل لجاز أن يقال له هذا من عملك .
قوله تعالى فاجتنبوه قال الزجاج اتركوه واشتقاقه في اللغة كونوا جانبا منه فان قيل كيف ذكر في هذه الآية أشياء ثم قال فاجتنبوه فالجواب أن الهاء عائدة على الرجس والرجس واقع على الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ورجوع الهاء عليه بمنزلة رجوعها على الجمع الذي هو واقع عليه ومنبئ عنه ذكره ابن الأنباري إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فان توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين .
قوله تعالى إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر أما الخمر فوقوع العداوة والبغضاء فيها على نحو ما ذكرنا في سبب نزول الآية من القتال والمماراة وأما الميسر فقال قتادة كان الرجل يقامر على أهله وماله فيقمر ويبقى حزينا سليبا فينظر إلى ماله في يد غيره فيكسبه ذلك العداوة والبغضاء .
قوله تعالى فهل أنتم منتهون فيه قولان .
أحدهما أنه لفظ استفهام ومعناه الأمر تقديره انتهوا قال الفراء ردد علي أعرابي هل أنت ساكت هل أنت ساكت وهو يريد اسكت اسكت