قوله تعالى ذلك أدنى أي ذلك الذي حكمنا به من رد اليمين أقرب إلى إتيان أهل الذمة بالشهادة على وجهها أي على ما كانت وأقرب أن يخافوا أن ترد أيمان أولياء الميت بعد أيمانهم فيحلفون على خيانتهم فيفتضحوا ويغرموا فلا يحلفون كاذبين إذا خافوا ذلك واتقوا الله أن تحلفوا كاذبين أو تخونوا أمانة واسمعوا الموعظة .
يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب .
قوله تعالى يوم يجمع الله الرسل قال الزجاج نصب يوم محمول على قوله واتقوا الله واتقوا يوم جمعة للرسل ومعنى مسألته للرسل توبيخ الذين أرسلوا إليهم فأما قول الرسل لا علم لنا ففيه ستة أقوال .
أحدها أنهم طاشت عقولهم حين زفرت جهنم فقالوا لا علم لنا ثم ترد إليهم عقولهم فينطلقون بحجتهم رواه أبو الضحى عن ابن عباس وبه قال الحسن ومجاهد والسدي .
والثاني أن المعنى لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
والثالث أن المراد بقوله ماذا أجبتم ماذا عملوا بعدكم وأحدثوا فيقولون لا علم لنا قاله ابن جريج وفيه بعد .
والرابع أن المعنى لا علم لنا مع علمك لأنك تعلم الغيب ذكره الزجاج .
والخامس أن المعنى لا علم لنا كعلمك إذ كنت تعلم ما أظهر القوم وما أضمروا ونحن نعلم ما أظهروا ولا نعلم ما أضمروا فعلمك فيهم أنفذ من علمنا هذا اختيار بن الأنباري