الوعد وانتجازه من أعلام نبوءة نبينا محمد ص - والسميع لقول كل قائل والعليم بما ينفذه في عباده وصيغة الله شريعته ودينه وسنته وفطرته قال كثير من المفسرين وذلك أن النصارى لهم ماء يصبغون فيه أولادهم فهذا ينظر إلى ذلك وقيل سمي الدين صبغة استعارة من حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين كما يظهر الصبغ في الثوب وغيره ونصب الصبغة على الإغراء .
وقوله تعالى قل أتحاجوننا في الله الآية معنى الآية قل يا محمد لهؤلاء اليهود والنصارى أتحاجوننا في الله أي أتجادلوننا في دينه والقرب منه والحظوى لديه سيحانه والرب واحد وكل مجازى بعمله ثم وبخهم بقوله ونحن له مخلصون أي ولم تخلصوا أنتم فكيف تدعون ما نحن أولى به منكم وقوله تعالى أم تقولون عطف على ألف الاستفهام المتقدمة وهذه القراءة بالتاء من فوق قراءة ابن عامر وحمزة وغيرهما وقرأ نافع وغيره بالياء من أسفل وأم على هذه القراءة مقطوعة ووقفهم تعالى على موضع الانقطاع في الحجة لأنهم إن قالوا إن الأنبياء المذكورين على اليهودية والنصرانية كذبوا لأنه قد علم أن هذين الدينين حدثا بعدهم وإن قالوا لم يكونوا على اليهودية والنصرانية قيل لهم فهلموا إلى دينهم إذ تقرون بالحق .
وقوله تعالى قل آنتم أعلم أم الله تقريرا على فساد دعواهم إذ لا جواب لمفطور إلا أن الله تعالى أعلم ومن أظلم ممن كتم شهادة أي لا أحد أظلم منه وإياهم أراد تعالى بكتمان الشهادة قال مجاهد وغيره فالذي كتموه هو ما كتبهم من أن الأنبياء على الحنيفية لا على ما ادعوه وقال قتادة وغيره هو ما عندهم من الأمر بتصديق النبي ص - والأول أشبه بسياق الآية ومن متعلقة بعنده ويحتمل أن تتعلق بكتم وما الله بغافل الآية فيه وعيد وإعلام أنه لا يترك أمرهم سدى والغافل الذي لا يفطن للأمور إهمالا منه مأخوذ من الأرض الغفل وهي التي لا معلم بها