لمحمد عليه السلام وامته من حال الكفرة وما حل بهم وجواب لو محذوف لأن حذفه اهول فى النفوس وتنكيس رءوسهم هو من الذل واليأس والهم بحلول العذاب وقولهم ابصرنا وسمعنا اي ما كنا نخبربه فى الدنيا ثم طلبوا الرجعة حين لا ينفع ذلك ثم اخبر تعالى عن نفسه انه لو شاء لهدى الناس اجمعين بأن يلطف بهم لطفا يومنون به ويخترع الايمان فى نفوسهم هذا مذهب اهل السنة والجنة الشياطين ونسيتم معناه تركتم قاله ابن عباس وغيره .
وقوله انا نسيناكم سمى العقوبة باسم الذنب ثم اثنى سبحانه على القوم الذين يؤمنون بئاياته ووصفهم بالصفة الحسنى من سجودهم عند التذكير وتسبيحهم وعدم استكبارهم .
وقوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع الاية تجافى الجنب عن موضعه اذا تركه قال الزجاج وغيره التجافى التنحي الى فوق قال ع وهذا قول حسن والجنوب جمع جنب والمضاجع حوضع الاضطجاع للنوم ت وقال الهروى تتجافى جنوبهم عن المضاجع اي ترتفع وتتباعد والجفاء بين الناس هو التباعد انتهى وروى البخارى بسنده عن ابى هريرة ان عبد الله بن رواحة رضى الله عنه قال ... وفينا رسول الله يتلو كتابه ... اذا انشق معروف من الفجر ساطع ... ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات ان ما قال واقع ... يبيت يجافى جنبه عن فراشه ... اذا استثقلت بالكافرين المضاجع ... .
انتهى وجمهور المفسرين على ان المراد بهذا التجافى صلاة النوافل بالليل قال ع وعلى هذا التأويل اكثر الناس وهو الذى فيه المدح وفيه احاديث عن النبى صلى الله عليه وسلّم يذكر عليه السلام قيام الليل ثم يستشهد بالاية ففى حديث معاذ الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئى الخطيئة كما يطفئى الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع