سبحانه وقوله تعالى يكور الليل على النهار الآية معناه يعيد من هذا على هذا ومنه كور العمامة التي يلتوي بعضها على بعض فكان الذي يطول من النهار أو الليل يصير منه على الآخر جزء فيستره وكأن الآخر الذي يقصر يلج في الذي يطول فيستتر فيه وقوله تعالى خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها قيل هنا لترتيب الاخبار لا لترتيب الوجود وقيل قوله خلقكم من نفس واحدة هو أخذ الذرية من ظهر آدم وذلك شيء كان قبل خلق حواء ت وهذا يحتاج الى سند قاطع وقوله سبحانه في ظلمات ثلاث قالت فرقة الأولى هي ظهر الأب ثم رحم الأم ثم المشيمة في البطن وقال مجاهد وغيره هي المشيمة والرحم والبطن وهذه الآيات كلها فيها عبر وتنبيه على توحيد الخالق الذي لا يستحق العبادة غيره وتوهين لأمر الاصنام وقوله سبحانه أن تكفروا فان الله غني عنكم الآية قال ابن عباس هذه الآية مخاطبة للكفار قال ع وتحتمل أن تكون مخاطبة لجميع الناس لأن الله سبحانه غني عن جميع الناس وهم فقراء اليه واختلف المتأولون من أهل السنة في تأويل قوله تعالى ولا يرضى لعباده الكفر فقالت فرقة الرضى بمعنى الارادة والكلام ظاهره العموم ومعناه الخصوص فيمن قضى الله له بالايمان وحتمه له فعباده على هذا ملائكته ومومنوا الانس والجان وهذا يرتكب على قول ابن عباس وقالت فرقة الكلام عموم صحيح والكفر يقع ممن يقع بإرادة الله تعالى الا انه بعد وقوعه لا يرضاه دينا لهم ومعنى لا يرضاه لا يشكره لهم ولا يثيهم به خيرا فالرضى على هذا هو صفة فعل بمعنى القبول ونحوه وتأمل الارادة فانما هي حقيقة فيما لم يقع بعد والرضى فانما هو حقيقة فيما قد وقع واعتبر هذا في آيات القرآن أن تجده وإن كانت العرب قد تستعمل في اشعارها على جهة التجوز هذا بدل هذا وقوله تعالى وأن تشكروا يرضه لكم عموم والشكر الحقيق في ضمنه الايمان قال النووي وروينا