فأهلكتهم فكذلك حقت كلماتي على جميع الكفار من تقدم منهم ومن تأخر أنهم أصحاب النار وقوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به الآية أخبر الله سبحانه بخبر يتضمن تشريف المؤمنين ويعظم الرجاء لهم وهو أن الملائكة الحاملين للعرش والذين حول العرش وهؤلاء أفضل الملائكة يستغفرون للمؤمنين ويسئلون الله لهم الرحمة والجنة وهذا معنى قوله تعالى في غير هذه الآية كان على ربك وعدا مسئولا أي سألته الملائكة قال ع وفسر في هذه الآية المجمل الذي في قوله تعالى ويستغفرون لمن في الأرض لأن الملائكة لا تستغفر لكافر وقد يجوز أن يقال أن استغفارهم لهم بمعنى طلب هدايتهم وبلغني أن رجلا قال لبعض الصالحين ادع لي واستغفر لي فقال له تب واتبع سبيل الله يستغفر لك من هو خير مني وتلا هذه الآية وقال مطرف بن الشخير وجدنا أنصح العباد للعباد الملائكة واغش العباد للعباد الشياطين وتلا هذه الآية وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال اذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه وعاقته مسيرة سبعمائة سنة قال الداودي وعن هارون بن رياب قال حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن فأربعة يقولون سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك وأربعة يقولون سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك انتهى وروى أبو داود عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال اذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش أن ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام انتهى وقد تقدم وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما معناه وسعت رحمتك وعلمك كل شيء وقوله ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم روي عن سعيد بن جبير في ذلك أن الرجل يدخل الجنة قبل قرابته فيقول أين أبي أين أمي أين ابني أين زوجي فيلحقون به