عام يشمل النبوة وغيرها وفي قوله تعالى نحن قسمنا بينهم معيشتهم تزهيد السعايات وعون على التوكل على الله D ولله در القائل ... كم جاهل يملك دورا وقرى ... وعالم يسكن بيتا بالكرا ... لما سمعنا قوله سبحانه ... نحن قسمنا بينهم زال المرا ... .
وروى ابن المبارك في رقائقه بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال اذا أراد الله بعبد خيرا ارضاه بما قسم له وبارك له فيه واذا لم يرد به خيرا لم يرضه بما قسم له ولم يبارك له فيه انتهى وسخريا بمعنى التسخير ولا مدخل لمعنى الهزء في هذه الآية وقوله تعالى ورحمة ربك خير مما يجمعون قال قتادة والسدي يعني الجنة قال ع ولا شك أن الجنة هي الغاية ورحمة الله في الدنيا بالهداية والايمان خير من كل مال وفي هذا اللفظ تحقير للدنيا وتزهيد فيها ثم استمر القول في تحقيرها بقوله سبحانه ولولا أن يكون الناس أمة واحدة الآية وذلك أن معنى الآية أن الله سبحانه ابقى على عباده وأنعم عليهم بمراعاة بقاء الخير والايمان وشاء حفظه على طائفة منهم بقية الدهر ولولا كراهية أن يكون الناس كفارا كلهم وأهل حب في الدنيا وتجرد لها لوسع الله على الكفار وغاية التوسعة ومكنهم من الدنيا وذلك لحقارتها عنده سبحانه وانها لا قدر لها ولا وزن لفنائها وذهاب رسومها فقوله أمة واحدة معناه في الكفر قاله ابن عباس وغيره ومن هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلّم لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء وروى ابن المبارك في رقائقه بسنده عن علقمة عن عبد الله قال اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم على حصير فاثر الحصير في جنبه فلما استيقظ جعلت امسح عنه وأقول يا رسول الله الا آذيتني قبل أن تنام على هذا الحصير فابسط لك عليه شيئا يقيك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم مالي وللدنيا وما للدنيا الا كراكب استظل